شكوك حول دستورية حظر السفر الجديد من ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

شكوك حول دستورية حظر السفر الجديد من ترمب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

قوبل الأمر التنفيذي الأول للرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يحظر سفر رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة بعاصفة من الدعاوى القضائية، قبل أن تعلق محكمة الاستئناف الحظر الذي تسبب في فوضى بالمطارات وأثار جدلا عالميا، وذلك استنادا إلى أن الأمر التنفيذي قد خرق الدستور على الأرجح.
وهكذا كشفت إدارة ترمب الأسبوع الماضي عن أمر تنفيذي جديد، تم تحسينه بصورة لا تجعله يتعارض مع الدستور، بحسب جاء في تقرير لمجلة «سليت» السياسية.
وعلى ما يبدو فقد أخذ الأمر الجديد في الاعتبار حكم محكمة الاستئناف، حيث أوقف البرنامج الأميركي للاجئين مؤقتا، وكذلك وضع عراقيل طلب الحصول على تأشيرة من ست دول غالبيتها من المسلمين، وهي إيران وسوريا والصومال والسودان واليمن وليبيا، فيما تم حذف العراق من القائمة.
وبخلاف سابقه، لا ينطبق الأمر الجديد على حاملي البطاقة الخضراء أو من حصلوا على تأشيرة بالفعل.
وعادت الكرة في ملعب القضاء مجددا، بعد أول دعوى ضد الأمر الجديد التي تم رفعها من قبل ولاية هاواي بحجة أنه يتعارض مع دستور الولايات المتحدة الأميركية ويضر بالسكان المسلمين ويضر بالسياحة واستقبال الطلبة الأجانب، قبل أن يحلق بها محامو ولاية واشنطن، الذين تقدموا للمحكمة الفيدرالية بدعوى يقولون فيها إن المرسوم الجديد يفرض نفس القيود المنصوص عليها في الأول.
وبحسب المجلة، فإن محامي ولاية هاواي أقاموا دعوى الأربعاء تتضمن شكوى من 40 صفحة في مسعى لتعليق الأمر التنفيذي الجديد استنادا إلى فصلين فيه، ليتم النظر فيها من قبل القاضي الفيدرالي ديريك واتسون قبل الخميس، موعد دخول الأمر حيز التنفيذ، مما يعني عودة محامي الرئيس ترمب إلى المحاكم هذا الأسبوع للدفاع عن الحظر الجديد، كما سيحاولون شرح أنه مختلف تماما عن سابقه.
وجاء في عريضة وقعها سكان هاواي، ومن بينهم إمام مسجد مصري حماته سورية تأتي إلى الولايات المتحدة للزيارة، إن «الأمر التنفيذي الثاني جاء معيبا بنفس المشكلات القانونية الواردة في الأمر الأول، من خلال تقويض الأسس الدستورية والضمانات المنصوص عليها في القانون».
تقول عريضة الدعوى كذلك أن الأمر التنفيذي يعامل المسلمين كمواطنين «درجة ثانية»، مما يعد خرقاً للدستور الأميركي ومادة الهجرة والمواطنة.
وأوضحت أن هاواي هي الولاية الأميركية الأكثر تعدداً من الناحية العرقية، ويقيم بها أكثر من ربع مليون شخص مولودين بالخارج، كما أن 100 ألف منهم ليسوا مواطنين أميركيين، لافتة إلى أن الأثر الذي تلعبه السياحة الأجنبية في اقتصاد هاواي.
وتضمنت ثماني صفحات من الدعوى تعليقات لترمب ومسؤولي إدارته يشيرون إلى أن الحظر لا يزال كما هو مع بعض التغييرات الظاهرية. ومن بين ذلك ما قاله ستيفن ميلر مستشار ترمب، والذي صرح لـ«فوكس نيوز» في 21 فبراير (شباط) الماضي أن حظر السفر الجديد سيكون له نفس تداعيات القديم.
من جهته، طالب المدعي العام بولاية واشنطن بوب فيرغسون باستمرار تعليق حظر السفر، فليس من دور الرئيس أن يصرح بأنه قد عالج كل أوجه الخلل الدستوري في حظره الأول، مشيراً إلى أنه يتضمن نفس السياسات الأساسية التي جاءت في الأول.
وتذكر المجلة أن خبراء قانونين درسوا الحظر الجديد أجمعوا على العيوب الدستورية بالحظر الأول قد تمت معالجتها، لكن ولاية واشنطن تقول إنه إذا كان بإمكان ترمب إعادة حظر السفر فليس بإمكانه إعادة الشق القضائي الذي علق الأمر التنفيذي الأول.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».